.ContactForm{display: none!important;}

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

"عيد الحب أم سرطان الأطفال: أيهما أجدر بالضوء؟ "

 



بقلم ذ. الشهبي أحمد 

#مقالات_الرأي 


في الوقت الذي تغمر فيه الزهور الحمراء وهدايا عيد الحب الشوارع في 14 فبراير، يُطوى اليوم التالي (15 فبراير) بصمتٍ مُريب، وكأنه مجرد تاريخ عابر على التقويم. لكن الحقيقة المؤلمة هي أن هذا اليوم يحمل اسم "اليوم العالمي لسرطان الأطفال"، وهو مناسبةٌ يجب أن تهز ضمير الإنسانية جمعاء، لا أن تُنسى بين زحام البالونات والرسائل الرومانسية. فلماذا نُخصِّص يوماً للاحتفال بالحب، بينما نتناسى يومًا يُذكِّرنا بأطفالٍ يخوضون معركة وجودية ضد مرض قاتل؟  


 الفجوة بين الوعي والواقع

  

تشير الإحصاءات إلى إصابة 400 ألف طفل ومراهق سنويًا بالسرطان حول العالم، يتوفى منهم ما يقارب 96 ألفًا، بمعدل وفاة طفل كل 3 دقائق . ورغم أن 80% من الحالات قابلة للشفاء إذا تم التشخيص مبكرًا، إلا أن الوصول إلى العلاج يظل امتيازًا لا يتمتع به إلا أطفال الدول الغنية، بينما تصل نسبة الشفاء في الدول الفقيرة إلى 20% فقط . هذه الفجوة ليست مجرد أرقام، بل هي شهادة على اختلال أولوياتنا كمجتمع عالمي.  


 أعراضٌ تُختَطَف تحت مسميات عابرة  


أحد أسباب ارتفاع الوفيات هو تشابه أعراض سرطانات الأطفال مع أمراضٍ شائعة، مثل آلام العظام، الحمى، أو التورم، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص . على سبيل المثال، يعاني 64% من الأطفال المصابين بسرطان العظام من آلامٍ مستمرة، لكن الأهل قد يظنونها مجرد "آلام نمو" عابرة . وهنا تكمن مصيبة أخرى: جهلٌ مجتمعي بأعراض قد تنقذ حياة طفل.  


 عيد الحب أم سرطان الأطفال: أيهما أجدر بالضوء؟  


لا ننكر أهمية الاحتفاء بالحب، لكننا ننسى أن "الحب" الحقيقي يتجسد في مد يد العون لأطفالٍ يواجهون الموت. بينما تنفق المليارات على هدايا 14 فبراير، تُهمَّش حملات التوعية بسرطان الأطفال، رغم أن تكلفة علاج طفل في مرحلة مبكرة أقل بكثير من علاج حالات متقدمة . بل إن بعض الأدوية الأساسية غير متوفرة في 29% من الدول الفقيرة، مقابل توفرها في 96% من الدول الغنية .  


 الدعوة إلى فعلٍ إنساني 

 

اليوم العالمي لسرطان الأطفال ليس مجرد شعار، بل هو صرخة استغاثة تستوجب التحرك الفعلي. التوعية بالمرض تبدأ بنشر المعرفة حول أعراضه المبكرة، مثل فقدان الوزن غير المبرر، الصداع المستمر، أو الكدمات المتكررة، مما يسهم في الكشف المبكر وزيادة فرص العلاج. في الوقت نفسه، لا يمكن إغفال دور البحث العلمي، فالتبرع للمؤسسات المتخصصة يساهم في تطوير علاجات مبتكرة، مثل العلاج المناعي أو بالخلايا الجذعية، مما يمنح الأمل للأطفال المصابين.


لكن الجهود الفردية وحدها لا تكفي، فلا بد من الضغط على الحكومات لتحسين البنية التحتية الصحية وضمان توفير الأدوية الأساسية لكل طفل يحتاجها. وإلى جانب العلاج الطبي، يبقى الدعم النفسي ضرورة حتمية، فالأطفال وعائلاتهم يخوضون معركة لا تقل صعوبة على المستوى النفسي، حيث يصبح الاحتواء والطمأنينة جزءًا لا يتجزأ من العلاج. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى، بل مسؤولية مشتركة تتطلب منا جميعًا أن نكون جزءًا من الحل.


  

لن يجعل الحب العالم مكانًا أفضل إلا إذا شمل كل أطفاله

  

في الخامس عشر من فبراير، لنكتشف أن "الحب" ليس مجرد مشاعر رومانسية، بل هو التضامن مع طفلٍ يُحارب في غرفة العلاج الكيميائي. هو أن نرفع صوتنا ليسمع العالم أن إنقاذ حياة طفلٍ واحدٍ أهم من مليون زهرةٍ حمراء. فلنحول هذا اليوم من تاريخٍ مُهمَل إلى حملة دائمة، لأن كل طفلٍ يستحق فرصة ليروي قصته، لا أن يُختَزل رقمًا في إحصاءات الوفاة.


#اليوم_العالمي_لسرطان_الأطفال

#الأمل_للأطفال

#معًا_ضد_السرطان

#لا_لألم_الأطفال

#التوعية_تنقذ_حياة

#حق_الطفل_في_العلاج

#الأطفال_يستحقون_الأمل

#ادعم_أبحاث_السرطان

#معركة_الطفولة

#الشريط_الذهبي


تعليقات

التنقل السريع