في الرابع عشر من يناير من كل عام، يحتفل الأمازيغ بذكرى رأس السنة الأمازيغية، وهو تقليد يواصل رحلته عبر الزمن منذ أكثر من 2974 سنة. ومع اقترابنا من عام 2975، نسترجع ما يعنيه هذا الحدث بالنسبة للأمازيغ في مختلف أنحاء العالم. إنه تقويم يرتبط بالهوية والذاكرة الجماعية، ويعتبر من أقدم التقويمات التي استخدمها البشر عبر العصور.
وما يميز التقويم الأمازيغي عن التقويمين الميلادي والهجري هو أنه لا يرتبط بأي حدث ديني، بل هو جزء من ثقافة عميقة ومتجذرة في الأرض والطبيعة. فبينما يحتفل العالم بمناسبات دينية محددة في التقاويم الأخرى، يظل رأس السنة الأمازيغية مناسبة تعكس ارتباط الإنسان بالأرض والزراعة، وتحتفل بالمواسم والخصوبة.
يختلف المؤرخون حول أصل الاحتفال بهذه الذكرى. هناك من يربطها بالزراعة، ويعتبرها بداية السنة الفلاحية. في هذا السياق، يعتبر 12 يناير يومًا مخصصًا للاحتفاء بالأرض وثمارها، ولذا يُطلق عليها "السنة الفلاحية". في المقابل، يعتقد فريق آخر أن الاحتفال يعود إلى ذكرى انتصار الملك الأمازيغي "شاشناق" على الفرعون المصري "رمسيس الثاني" في معركة تاريخية بمصر.
ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم مناسبة سنوية يخلدها الأمازيغ في مختلف بقاع العالم، رغم أنه لا يحظى بالاعتراف الرسمي كعطلة رسمية في العديد من البلدان. ومع ذلك، فإن الاهتمام بهذه المناسبة في تزايد مستمر، حيث يقيم الأمازيغ احتفالاتهم التي تشمل طقوسًا وعادات تقليدية، مثل إعداد طبق "الكسكس السبعة خضر" الشهير.
إزاء هذا الاهتمام المتزايد بثقافة الأمازيغ، تم الاعتراف رسميًا برأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية . خاصة في ظل ما حققته اللغة الأمازيغية من مكاسب، إذ أُدرجت ضمن اللغات الرسمية في دستور المملكة المغربية إلى جانب اللغة العربية.
في رأيي، أعتقد أن هذا الاعتراف هو حق مشروع للأمازيغ، وأن تكريس هذا اليوم كيوم عطلة رسمية، تقديرًا لثقافة غنية ضاربة في جذور التاريخ. فحتى وإن كان تحقيق هذا الهدف تطلب وقتًا، الا انه بدأ بتقديم خطوة صغيرة نحو الاعتراف بالهوية الأمازيغية، والتي يجب أن تكون جزءًا من تاريخ الأمة بأسرها.
سنة أمازيغية سعيدة 2975
أسكاس أمباركي ،أسكاس إغودان أسكاس أماينو
ⵙⴳⴳⵯⴰⵙ ⴰⵎⴰⵣⵉⵖ ⵉⵖⵓⴷⴰⵏ 2975!
Feliz año amazigh 2975!
بقلم الأستاذ الشهبي أحمد
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.