.ContactForm{display: none!important;}

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

«بالحلويات وزمزم» ... كيف يحتفل المغاربة بيوم عاشوراء؟




يحيي المغاربة ذكرى عاشوراء كل عام باحتفالات شعبية قديمة تتجاوز الرمزية الدينية لهذا اليوم لتجعل منه سمة ثقافية مغربية.


 لا خلاف على الأهمية الدينية العميقة لعاشوراء التي تعبر الطوائف وحتى الأديان. وهذا اليوم عند المسلمين هو اليوم الذي أنجي الله فيه موسى عليه السلام وقومه، وأغرق فرعون ومن معه. كما يحمل في طياته عددا كبيرا من الروايات بين الأديان والطوائف، بعضها يعتبر يوم توبة آدم على ذنبه العظيم، والبعض الآخر يقول إنه يوم نجاة نوح من الطوفان، أو يوم نجاة يوسف. يعود. لأبيه الأعمى، أو يوم خرج يونس من بطن الحوت، وبحسب المذهب الشيعي، يوم مقتل الإمام الحسين في معركة كربلاء الشهيرة.


كل هذه الرموز الدينية حاضرة في عادات المغاربة الذين يحتفلون بهذا اليوم، وأكثر من ذلك، حيث يعتبرونه يوم احتفال شعبي، يتجاوز طابعه الديني إلى طقوس ينفرد بها أهل البلاد ولها وأثرهم في ذاكرة المغاربة، حيث يستعدون له من أول يوم من المحرم إلى نهاية العاشر منه. .


طقوس عميقة الجذور


ورموزه كثيرة، إذ لدى المغاربة أسماء لا تقل عددا عن يوم عاشوراء، فيطلقون عليه اسم “عاشوراء”، و”عماشور”، و”تمشورت”، و”أمشارت”، و”عاشورت”، و”بوكفوس”، و”عدين”. " عاشور." وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على عمق هذا اليوم في الثقافة المغربية، مما يجعله احتفالا بطقوس تعود جذورها إلى عصر ما قبل الفتح الإسلامي.


تبدأ هذه الطقوس في اليوم الأول من شهر محرم الحرام، حيث تزدهر أسواق المملكة بالبضائع المخصصة لهذا الاحتفال، من “الفاكيه” (الفواكه الجافة) إلى الآلات الموسيقية الإيقاعية مثل الدفوف، والطبول التقليدية، والألعاب النارية، وألعاب الأطفال. الألعاب بجميع أنواعها. إلى أدوات السحر والشعوذة النسائية، كالعطور والمباخر. كل هذا استعدادا للاحتفالات التي تبدأ ليلة التاسع من المحرم الحرام، حيث يتجمع الشباب والأطفال في شوارع مدشر والمدن المغربية، يجمعون الحطب وهم يرددون لازمة متوارثة من الأب إلى الأب. الجد الذي يقول: "جماعة تمشي وتجيء إلى قبر مولاي علي". ومع اقتراب المساء تقام "الشعلة" (المحرقة) ويتجمع حولها الفتيان والفتيات، يرقصون ويغنون أغاني الاحتفال كما فعل أجدادهم في الماضي، ويتنافسون مع أقرانهم في الأحياء الأخرى للحصول على أكبر "" الشعلة" والتي تدوم نيرانها أطول فترة. وتقام في يوم عاشوراء طقوس “زمزم” وهي حفلة رش المياه تبدأ غالبا داخل المنازل، ثم تنتقل إلى الشارع العام وسط ضجيج الصرخات المذعورة للشابات وضحكات الشباب الساخرة . ولا تتوقف احتفالات يوم عاشوراء عند هذه الطقوس، بل تنتقل من المجال العام إلى المجال الخاص، حيث تتجمع العائلات حول موائد الكسكس والفواكه الجافة، ثم تعود إلى الشوارع في الأمسيات النسائية، وتطبل الفتيات ويرقصن بحرية احتفالاً بذكرى عاشوراء. عاشوراء. داي وهم يهتفون: “هذا عاشوراء ليس لنا حكام”. «إن سيد المولد يحكم الرجال».


ولا ينتهي الاحتفال في ذلك اليوم، بل يمتد حتى اليوم الأول", """عشرة أيام من المحرم، حين يخرج الأطفال من منازلهم"، برفقة "بابا عاشور" أو "الشايب عاشور"، الشخصية الأسطورية التي تتجسد في ذلك اليوم وسط موكب الشباب الذين يسيرون بينهم يطالبون بحقه في اليوم" "والفاكهة" والحلويات، حتى تنهال عليه الهدايا من كل بيت يمر به، وفي القرى. تدهنه النساء لأنهن يؤمنن ببركته وقدراته. علاجي.


رموز الطقس في عاشوراء


ويُعتقد في كثير من الأحيان أن إحياء ذكرى عاشوراء في العالم الإسلامي خاص بالطائفة الشيعية، وهو ما يجعل الكثيرين ينظرون بعين الريبة إلى أهل السنة، مثل المغاربة، الذين يحتفلون بهذا اليوم. إلا أن هذه الاحتفالات، مع احتفاظها بالكثير من الرمزيات الدينية السائدة في ذلك الوقت، على اعتبار أن البلاد اشتهرت بتشيعها من خلال مرور العبيديين عبرها، واعتنق قسم كبير من أهلها الديانة اليهودية، منفصلة عن هذه الاحتفالات. رمزية على المستوى الشعائري، وهي تتجاوز ذلك تاريخياً ورمزياً.


ويجمع علماء الأنثروبولوجيا الذين درسوا معتقدات وطقوس أهل المغرب، وعلى رأسهم إدوارد وستمارك، على أن العقيدة الشعبية المغربية تختلف جذريا عن العقيدة الدينية الأرثوذكسية. وتتخللها معتقدات كثيرة تعود إلى عصر ما قبل الإسلام، حيث “يوجد السحر والبركة والعين، وتقدس الكائنات الخارقة مثل الجن والأرواح الشريرة والصالحين”. ".


ويتحدث فيستمارك في كتابه “طقوس ومعتقدات المغاربة” أيضا عما أسماه “البقايا الوثنية”، أي مجموعة من المعتقدات والطقوس القديمة التي سبقت الإسلام في البلاد وظلت متجذرة في الثقافة الشعبية إلى الآن . وهنا يميز فيسترمارك بين مصدرين لهذه البقايا الوثنية: الوثنية العربية التي جاءت بها الشعوب الغازية من المشرق، والوثنية الأمازيغية الرومانية التي ترسخت في البلاد. ويستنتج منه أن الاحتفال بعاشوراء في المغرب هو تفسير إسلامي للشعائر المتعلقة بنهاية العام، أي وفاته. "تعتبر طقوس الماء والنار من طقوس الحماية والتطهير، وهناك اعتقاد واسع النطاق بأن تأثيرها سيستمر طوال العام بأكمله."


#الشهبي_أحمد 

#مقالات

تعليقات

التنقل السريع