.ContactForm{display: none!important;}

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

طفولة مسلوبة: رحلة في دروب التسول

 



وجوه بريئة، عيون دامعة، أيادٍ صغيرة تمتدّ راجيةً عطف المارة، حكاياتٌ تُروى على قارعة الطريق، قصصٌ من وراء ظاهرةٍ تُدمي القلوب، ظاهرةٌ تُسمى "تسول الأطفال".


رحلةٌ في دهاليز الفقر المُدقع، تُجذّر ظاهرة تسول الأطفال في مستنقع الفقر المدقع، حيث تُجبر الأسر المُعوزة، مُرغمةً لا طوعاً، على دفع فلذات أكبادها إلى شوارعٍ قاسيةٍ، باحثين عن لقمة العيش، تاركين وراءهم أحلام الطفولة وأيامها السعيدة.


حرمانٌ من أبسط الحقوق، يُحرم أطفالٌ بريئون من أبسط حقوقهم الإنسانية، الحق في التعليم، الحق في الرعاية الصحية، الحق في اللعب والعيش بكرامة. تُصبح الشوارع مدرستهم، والعنف رفيقهم، والاستغلال قدرهم.


ثقافاتٌ مغلوطة وممارساتٌ مُسيئة، تُساهم بعض المعتقدات والممارسات الخاطئة في استمرار هذه الظاهرة، فالتسول يُرى أحياناً كوسيلةٍ مشروعةٍ لكسب الرزق، بينما تُمارس بعض الجماعات "التسول المنظم" مُستغلةً براءة الأطفال وضعفهم.


غيابٌ حكوميٌ يُفاقم المعاناة، يُفاقم غياب السياسات الفاعلة والبرامج التنموية المُستدامة من حدة هذه الأزمة، فغياب الإرادة السياسية لمعالجة جذور المشكلة يُساهم في تفاقم الفقر والحرمان، دافعين المزيد من الأطفال إلى براثن التسول.


نحو مستقبلٍ مشرقٍ خالٍ من التسول، لإخماد نار هذه الظاهرة، نحتاج إلى نهجٍ شاملٍ يُعالج مختلف أبعادها. يتطلب ذلك تضافر الجهود على مختلف المستويات:


اقتصادية: توفير فرص عملٍ لائقةٍ لأولياء الأمور، ودعم الأسر المُعوزة.

اجتماعية: تقديم خدمات الرعاية والحماية للأطفال المتسولين، وإعادة إدماجهم في النظام التعليمي.

تربوية: نشر الوعي بمخاطر التسول، وتغيير الثقافة السائدة والمعتقدات الخاطئة.

سياسية: إقرار سياساتٍ وبرامجٍ فعّالةٍ لمكافحة الفقر والحرمان.


معاً، نستطيع بناء مستقبلٍ أفضل لأطفالنا، خالٍ من ظاهرة التسول، مُشرقٍ بالأمل والفرص.


فلنُشارك جميعاً في هذه المسؤولية المجتمعية والإنسانية، ولنُنقذ أطفالنا من براثن الفقر والاستغلال، ولنُؤمن لهم حياةً كريمةً تُليق ببراءة طفولتهم.


#معاً_ضد_تسول_الأطفال #حياة_كريمة_لكل_طفل

بقلم #مريم_زغوشي

تعليقات

التنقل السريع