.ContactForm{display: none!important;}

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

يوميات مدرس في الارياف: محاولة الوصول إلى الفرعية

 



استيقظت باكرا قبل أن يرن صوت المنبه و الابتسامة على وجهي و الحقيقة أنني لم أنم إلا ساعات معدودة تلك الليلة، و كل مرة أستيقظ و أنظر إلى الساعة، هل حان الموعد المنشود؟  كيف سأنام و أنا على بعد ليلة واحدة من تحقيق الحلم، حلم راودني منذ الطفولة، نعم إنه موعد توقيع محاضر الدخول لأول يوم لي في العمل كأستاذ للتعليم الابتدائي....

- بعد أن وصلت إلى المؤسسة و أنا في قمة النشاط و الحيوية تعرفت على زملائي الجدد في هذا العالم الجديد الذي ألجه لأول مرة ....حضرت الاجتماع و أنا في قمة التركيز، أستمع بروية لما يقوله المدير و الأساتذة و أدون الملاحظات في دفتري الخاص، و بين الفينة و الأخرى أسأل نفسي: هل حقا أصبحت أستاذا؟ هل تحقق الحلم؟ أتساءل مع نفسي و ابتسامة خفيفة تعلو محياي دون أن أشعر......

في نهاية الاجتماع أخبرني المدير أنني سأشتغل في فرعية تابعة للمجموعة المدرسية التي عينت (بضم العين و كسر الياء) بها رفقة أستاذة و أستاذ آخرين لأننا كنا الوحيدين المعينين حديثا ...لم أكن أهتم بمكان العمل و لا بتوقيت العمل، ما كنت أفكر فيه حينها هو اللحظة التي ألج فيها القسم و أتعرف على التلاميذ و أشرع في ممارستي واجبي المهني بكل حب و تفان و إخلاص...

-في اليوم التالي اتفقنا مع "خطاف" على إيصالنا إلى "الدوار" الذي تتواجد فيه الفرعية لكنه أجابنا أنه سيوصلنا فقط إلى الطريق الثانوية المؤدية له لأن الطريق وعرة و السيارة لا يمكنها العبور منها ..... أحسست بشيء ما في داخلي لكن قلت لا بأس، ربما نحتاج للمشي على أقدامنا لبعض الأمتار و هذا ليس بعائق كبير يستطيع أن ينقص من عزيمتي.... 

-نزلنا من السيارة و أرشدنا "الخطاف" إلى الطريق المؤدية إلى الدوار ...بدأنا بالسير و السعادة تغمرنا، فنحن على بعد خطوة من وضع أقدامنا لأول في القسم لكن هذه المرة كأساتذة .... مرت ربع ساعة و نحن نسير دون أن نشعر بالطريق لأن الحماس كان يغمرنا، فجأة ظهر رجل كهل يمتطي دابته، سألناه عن المسافة المتبقية للوصول إلى الفرعية (بعد أن تعرفنا عليه و قدمنا له أنفسنا)... نظر إلينا بتمعن و نظرات الشفقة تملأ عينيه، ثم قال: و هل تنوون الوصول إلى الدوار عبر السير على أقدامكم؟ لم نفهم ماذا يقصد بكلامه، و اكتفينا بالنظر لبعضنا البعض في صمت  ثم أردف قائلا:تحتاجون لمن يوصلكم لأن الفرعية خلف تلك الجبل... أي جبل يا عم ؟ هل تقصد ذاك الجبل الذي أمامنا؟؟ نعم، ذاك الجبل،وقعت الأستاذة التي كانت معنا على ركبتيها و بدأت بالبكاء دون سابق إنذار .........

تعليقات

التنقل السريع