.ContactForm{display: none!important;}

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

فساد المجتمع..... مسؤولية مشتركة

 


✍️ذ. الشهبي أحمد

👤. مدون وكاتب رأي 


في احد المقالات المنشورة على احدى الجرائد الالكترونية تحت عنوان: "أخصائي يتساءل: "لماذا المغربي يخرب المجتمع ويطالب بالإصلاح"؟ 

 مقال لإحد المحللين النفسانيين المغاربة، الغريب في الامر، انني اجده في جميع مقالاته يقصف بمدفعيته الثقيلة المواطن المقهور المغلوب على أمره و يتحاشى تماما أية إشارة للمسؤولين عن تدبير شؤون هذا المواطن من ساسة و موظفين سامين و اقتصاديين ... أم إن هؤلاء ملائكة لا يخطؤون والشعب فقط هو مصدر الشرور و الآثام.

كأن ليس هناك مستشارون منحرفون و برلمانيون فاسدون و قضاة مرتشون و وزراء فاشلون و مسؤولون لا يملكون عموما أية كفاءات تؤهلهم لتبوّء مناصبهم، الأدهى والأمرّ أنهم كلما راكموا المزيد من الفشل كلما ارتقوا في سلّم المسؤولية و التكريم. 

هذا الدكتور يخص بالذكر المغربي المقهور الساخط عن الوضع، الذي يجد في العصيان تمردا يخفف عنه شيئا من القهر الذي يطوق حياته ويكاد يخنقه، غير اني اعيب عليه تحميل هذا الإنسان الذي لا يملك سلطة التغيير، سأعطيه مثلا بسيطا ليفهم من يتحكم في اللعبة: هل هذا المغربي المخرب يستطيع ان يتمرد على مصلحة الضرائب، او يتغيب عن اداء الماء والكهرباء، وغير ذلك من الواجبات اتجاه السلطة؟؟. لا طبعا. لماذا، لأن الدولة حاضرة بقوة لحماية مصالحها، هنا يتبين لنا ان من يملك السلطة هو من يملك مفاتيح اصلاح المجتمع.

في بعض الامور التي تحدث فيها الكاتب تجد رأيي يوافق رأيه، وارى ان الموضوع مهم، فقد جمع في طياته المشاكل التي يعاني منها المغرب.. 

حقا أن المشكل الذي يعرقل مسيرة التقدم بالمغرب هو عقلية الشعب قبل كل شيء، المواطن المغربي يريد من غيره الإصلاح ولا يريد أن يصلح نفسه، هو شخص متناقض تجده لا يحترم القوانين و عندما يرى شخصا آخر يخالف القانون ينتقده، ماهر في الحكم على الناس و ينسى معاتبة نفسه، شخص لا يحسن الظن و لا يحب الخير لجاره، حياته مليئة بالغيبة و النميمة والثرثرة التي لا تغني العقل بشيء، لا يريد أن يجتهد و يطالب بتحسين منظومة التعليم. 

هذه فقط بعض الصفات التي تجعل من المواطن المغربي شخص يعاني من التناقض في الشخصية..

و يبقى السؤال؛ ما هو السبب وراء هذا التناقض؟ 

في رأيي أن تربيةالاباء للطفل هي أساس شخصية الإنسان قبل المدرسة وقبل كل شيء، إذا صلحت صلح عقله وإن فسدت فسد هذا الأخير.

غريزة التخريب والفساد لا تقتصر فقط على المواطن فهي شائعة عند غالبية المسؤولين ، وحدث ولا حرج، وكثرة ملفات الفساد المعروضة على القضاء خير دليل على ما ندعيه وهذا هو الصحيح في نظري، اما المواطن العادي فهو ضحية سلوكيات سياسة الفساد، اما عن طريق الابتزاز، او الضعف، والاستغلال، والجهل بالحقوق والقوانين، الى جانب البعض الذي اختار التخريب سيرًا مع السياسة السائدة عند الكثير، اما سياسة الإصلاح فليس لها سبيل الى الوعي والتثقيف للمجتمع ككل.

الدولة لم تقم بواجبها كاملا في مجال التعليم ومؤسساته ورجاله في ربوع البلاد، ولم تشجع التعليم والمقررات التي خرجت من رحم وزارتها التي لم تنتج لا رجال تعليم ولا تعليم، المجتمع نصفه او ما يزيد، بين الامية والجهل فكيف للأسرة ان تتابع وغالبيتها تكابد، الطبيب والصيدلي غير مسؤولين عن صحة مواطن يعيش في بيئة مصابة بجميع الجراثيم الغش في المواد والتلوث الحاد وانعدام المرقبة وتنظيم الاسواق والمحلات الاستهلاكية وقلة اليد فمازا ل المواطنون يأكلون طعامهم من محلات غير مرقبة وغير نظيفة ومن عربات غير مرخصة، كما نتساءل هنا عن المضادات الحيوية التي تساهم بها منظمات الصحة العالمية اين تذهب ومن يستفيد منها، اما عن المقاهي والملك العام فالكبار ينهبون الهكتارات والصغار يستولون علی الارصفة.

واخيرا اود ان اضيف ان الامر لا زال اكثر تعقيد وان ثقافة التوازن في رؤية بعض الإشكاليات تغيب احيانا كثيرة،

الا ترون معي ان المسؤولية مشتركة بشكل واضح بين المواطن كمسؤول حتما والمسؤوليات الملقاة على دولتنا الكريمة؟

أقول اخيراً انه ان استطعنا تكريس المبدأ الأكثر حضورا في كل خطاباتنا على المواطن وعلى كل هياكل الدولة اعتقد اننا سنتجاوز الوضعية الحالية، هذا المبدأ هو الربط الفعلي بين المسؤولية والمحاسبة ، هذا هو ما أراه ينفد في الدول المتقدمة حاليا وعلى الكل بدون استثناء .

#الشهبي_أحمد

تعليقات

التنقل السريع