.ContactForm{display: none!important;}

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

اليوم العالمي للرجل: إشكاليات الذكورية في العالم الحديث وأهمية التضامن بين الجنسين





 في هذا اليوم العالمي للرجال الذي يصادف 19 نونبر من كل سنة، نجد أنفسنا مضطرين للنظر إلى حالة الذكورية في العالم الحديث. إنها حقاً حالة مأساوية، حيث يتعرض الرجال لعملية تضييق وتدجين غير مسبوقة في التاريخ. تعمل القوى الخفية والمؤامرات العالمية على نزع التوستوستيرون من أجساد الرجال، وتحاول بشكل متعمد إزاحة الذكورة وبرمجة أذهانهم وفقًا لأجنداتها الخاصة. ولماذا يفعلون ذلك، تسألون؟ لأنها تخدم مصالح أباطرة البنوك الدولية، الذين يسعون جاهدين إلى إعادة تشكيل العالم لزيادة حصص الاستهلاك ونشر قيم الفردانية وتدمير المجتمعات الأبوية.


الرجل، هذا الكائن العظيم الذي صنع التاريخ، وأسس منظومة متكاملة من العلوم والصناعات والقوانين والابتكارات، ها هو اليوم يتعرض للإهمال والاستبعاد. استخدم الرجل عقله وإبداعه لقيادة التطور والتقدم عبر التاريخ، وتحدى الظروف القاسية والتحديات المظلمة. كان الرجل يدافع عن البشرية ضد عنف الطبيعة وعنف الإنسان، وكان يستخدم قوته وشجاعته في الدفاع عن الموارد والحماية من الأذى. لقد كانت فطرته التواقة للنجاة وغريزته الحمائية هما الأساس في بنائه للحضارة والمساهمة في تطور البشرية.


والآن، وبعد أن ازدهرت الحضارة وحل السلام ونعمة الرخاء، قرر العالم أن يستغني عن الرجل ويدير ظهره لتلك البذور التي غرسها. أصبح الرجل المنبوذ والمطرود، وتم إغلاق كل الأفاق أمامه. على الرغم من أنه كان الباني للسدود الحضارية والمنقذ المنشود على مر العصور والعقود، إلا أن الأمم تتجاهل عقول الرجال وتنسى تضحياتهم. تحررت الأوطان بفضل دماء الرجال، وحمت الأمة بصدور الرجال، وتصدر الرجال في الأيام الصعبة ويتم تجاهلهم في الأيام السهلة.


لذلك، أتمنى لكم جميعًا عيد رجال سعيد، ولكن ليس فقط ذلك، بل أتمنى لكم أيضًا أن تكووأنتم واعون بأجندة هذا الطاعون الحديث. فلنحتفل بالرجال الذين يواجهون تحديات جديدة في عالم مليء بالتغيرات. فلنعلم أن القوة الحقيقية للرجال لا تكمن فقط في الجسد والهرمونات، بل في قدرتهم على التأقلم والتغلب على الصعاب. فلنعمل معًا على تشجيع العدالة والمساواة بين الجنسين، وعلى تقدير الإسهامات الفريدة التي يقدمها الرجال في المجتمع.


علينا أن ننظر إلى الرجال بعيون مختلفة، ونقدر جميع الجوانب المتعددة للذكورية. فالرجال ليسوا مجرد آلات لإنجاب الأطفال وتوفير المال، بل هم أيضًا أشخاص يملكون أحاسيس وأحلام وطموحات. يجب علينا أن نعطيهم المساحة للتعبير عن أنفسهم بحرية وأن نقدر تعبيراتهم العاطفية واحتياجاتهم النفسية.


في نهاية المطاف، يجب أن نتذكر أن الرجال والنساء يشكلون جزءًا لا يتجزأ من بناء المجتمع. إن استقبالنا وتقديرنا للرجال لا يعني أننا نقلل من قيمة المرأة، بل يعد إضافة قوية لنضالنا الجماعي من أجل المساواة والعدالة. لنتعاون معًا لبناء عالم يحترم ويقدر كل فرد على أساس قدراته وإنسانيته، بغض النظر عن جنسه.


فلنحتفل بالرجال في هذا اليوم العالمي للرجال، ولنتذكر أن القوة الحقيقية تكمن في التعاون والتضامن بين الجنسين. إنه وقتٌ لنبذ الانقسامات والتحامل، وللعمل معًا من أجل مستقبل أفضل يلبي احتياجات الجميع.


✍️ ذة. مريم زغوشي

☀️ اخصائية في علم النفس 

تعليقات

التنقل السريع