تم تعييني بهذه الفرعية قبل سنواااات ، استغرقت رحلتي إليها ما يقارب 10 ساعات لعدم توفر النقل ، ما زلت اتذكر أنني ركبت وسائل نقل يختلط فيها البشر مع البهائم ...
وصلت إلى إحدى المناطق ، فكنت مضطرا لانتظار وسيلة نقل أخرى تقلنا إلى منطقة أخرى تقربني أكثر من "المدرسة" ..بعد ساعات ،حلت بالمكان شاحنة خاصة بنقل الخرفان ، فاضطرت للركوب ..
لا أخفيكم لقد احسست بالمهانة والمذلة ، ولكن لم يكن لي خيار اخر ، فانا " حمار الاجيال " عفوا مربي الاجيااال ...
بعد وصولي لاحدى المناطق ، كان من الواجب وضع أمتعتي على بهيمة للوصول ل "المدرسة" ..
بعد كيلومترات من المشيء ، وصلت أخيرا ، ويا ليتني ما أتيتها ..فتحت باب السكنية الحجرية الطينية ، فإذا بثعبان طويل يستقبلني وهو مستلق على النافذة الصغيرة ...
اغلقت الباب وتوجهت الى القسم المشققة جدرانه ، رتبت طاولاته ، وكانت هي بمثابة السرير الذي أنام عليه في القسم ...
القصة لم تنته هنا ، لا ماء ولا كهرباء ولا تغطية هاتف ..لم اجد ماء اشربه طيلة تلك الليلة المشؤومة ، التي كانت اول ليلة لي خارج المدنية ..
ظللت الليل كامله اردد مع نفسي ، من بنى هذه المدرسة هنا ، ما الهدف ، لماذا يتلذذون بتعذيبنا ، ألم يكن من الأجدر أن ييبنوها قريبا من الساكنة ؟ اين الماء ؟؟ اين الكهرباء؟ اين التغطية ؟؟ اين ابسط شروط الحياة البشرية ؟؟؟
استمريت في التفكير كل ليلة ،حتى وجدت نفسي قد قضيت هنا أربع سنوااات ، وقد كلفت بتدريس المستويات من الاول إلى السادس باستثناء الثالث..
قبل ما تسألوني ، أطمئنكم أنني بكامل قواي العقلية ، بعد ان كدت أفقدها هناك..



تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.