في تصريح مثير، أكد رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية في الحكومة الحالية، أن الوزيرَين الحقيقيين للتعليم هما وزيرا المالية والداخلية. وأوضح بلمختار أن هذا الرأي يستند إلى قدراتهما الفريدة التي تفوق قدرات وزير التعليم، وتأثيرهما على الجانب الاقتصادي للقطاع التعليمي.
جاءت هذه التصريحات خلال تدخل لرشيد بلمختار في مؤسسة أبي بكر القادري بسلا، حيث كان يلقي السوسيولوجي محمد الصغير جنجار محاضرة حول "رهانات وتحديات نظام التعليم المغربي". وأشار بلمختار إلى أن قضية التعليم ليست مسألة بسيطة، بل تشمل عدة أسباب وأطراف، ولا يمكن فهمها من خلال التركيز على عامل واحد فقط. وأكد أهمية إيلاء الاهتمام اللازم لكل عامل ودراسة الأسباب والحلول من منظور شامل.
وأضاف بلمختار: "يجب أن لا ننظر إلى التعليم على أنه مجرد جزء منفصل، بل يجب أن ننظر إليه ضمن إطار أوسع. فالسياسة التعليمية تعد استثمارًا طويل الأجل، بينما تستمر سياسة الحكومة لمدة خمس سنوات، ومدة وزير التعليم هي سنتان فقط. فكيف يمكننا تحقيق التغيير في هذه الفترة الزمنية القصيرة؟" وأشار إلى نموذج كوريا الجنوبية كمثال، حيث كان لديهم سياسة تعليمية مستمرة وتحسن التعليم تدريجيًا من الخيام إلى ما هو عليه اليوم. وفي المقابل، لا تزال المشاكل التعليمية في المغرب قائمة ولم تتغير على مر السنين.
واستشهد بلمختار بتقرير سابق أشار إلى أن الأسباب المادية للهدر المدرسي ليست العامل الأساسي، وأن مشكلة عدم محبة المدرسة تشكل 30 في المائة من أسباب التغيب عن الدراسة. وأوضح أن سؤال "لماذا لا نحب المدرسة؟" يتطلب إجابات مختلفة بناءً على اهتمام الفرد.
وأضاف المتحدث نفسه: "بما أن معظم الخريجات اليوم هن نساء، ولم تنجح فرنسا في تحقيق هذا بنفس سرعة المغرب، فإن السؤال الضروري الذي يجب الإجابة عليه هو: لماذا لا يرغبن في العمل؟ ولماذا لا يستطعن ذلك؟".
وفيما يتعلق بتقرير مفجع تناول الوزير السابق "المحددات المجتمعية" في المجتمع المغربي الحالي، حيث قال: "تقريبًا لا يوجد أمل للطالب في التحسن من الوضع الاجتماعي الذي وُلد فيه إذا لم يكن والديه يحملان شهادة البكالوريا أو درجة جامعية".

تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.