تزوجت وعينت في الجبال
---------------------------
كانت زميلة لي في الثانوية ،صديقة ثريا كانت ملح اللقاءات،وزهرة الاجتماعات ،لبشاشتها وخفة دمها،كانت صديقة الجميع،لا تحل بيننا الا نشرت الفرحة والسعادة،لذلك احببتها كثيرا،وكانت ابرز صديقة ،جمعت بين حسن الاخلاق والخلقة،بين الحكمة والحياء والدعابة،باختصار اجتمع لها الجمالين جمال داخلي وجمال خارجي.
اخترنا معا نفس الميدان ودرسنا بنفس المركز ،لكن وهي طالبة استاذة تزوجت فشغلتها مسؤولياتها الجديدة عن صويحباتها بعض الشيء.
فرقتنا الاقدار بعد التعيينات ،ومرت اربع سنوات دون أراها ،لكن كنت دائما اتذكر نكتها واشتاق لها.
في يوم زرت طبيبا عاما فوجدتها في قاعة الانتظار،عرفتها من صوتها،أما الوجه فقد استحال وجه عجوز ،حتى ان لونها تغير تماما ،لم اصدق ان ذلك الوجه الجميل سيتحول يوما الى وجه مومياء بائس،لم تنتظر سؤالي حتى اخذتني خارج العيادة وانهارت بكاء وحكت لي قصتها واخذت رقمها الجديد لانها ارادت ان تكلمني كلما شعرت بالحاجة لذلك وافترقنا لكن استمر تواصلنا وتابعت قصة مأساة يوما بيوم.
تعرفت على ذلك الاستاذ الشمالي وهي في المركز واعجبت بالتزامه وطيبته،وتزوجته ،كان يدرس بالحوز ،لما تم تعيينها عينت بمطقة نائية في سوس،ومن يومها تحولت حياتها الى جحيم.
انجبت طفلها الاول وزادت مأساتها،كانت لا تنتقل الى بيتها الا في العطل ،وكان الاستاذ يتصل بها كل يوم ليس ليطمئن على احوالها بل ليهين ويسب ويشتم ويلعن اليوم الذي تزوج فيه،كان لا يفوت فرصة لتنغيص حياتها،كلما اراد ان يطبخ شيئا لنفسه في الحوز يرفع السماعة ويقول :أتعرفين ماذا سآكل ،سآكل بيضا وسمكا معلبا أتعرفين لماذا لأنني بلا زوجة كلما اراد ان يغسل ولو جوربا يتصل ليخبرها انه يفعل ماكان عليها فعله،يتصل صباح مساء ليذكرها انه مقصرة انه اب لا يرى ابنه أنه كرهها وكره اليوم الذي راها فيه،وهي تسمع ولا ترد بل تبكي في صمت.
والغريب انها حين تكون في البيت في رخص(التي كثرت) او في العطل يكون هادئا بل يبالغ في الطيبة والمعاملة الحسنة لكن بمجرد ما تعود لفرعيتها يتحول وتبدأ سلسلة النكد الهاتفي.فأصيبت بمرض نفسي وصارت منطوية على نفسها دائمة الوجوم والتفكير.كثرت رخصها وتوترت علاقتها بالادارة ،فقد كانت بين نارين بين واجبين ،وفي فترة اضطرت الى وضع ابنها عند عائلتها لأن حالتها العصبية كانت خطيرة ولم يكن يمنعها من الانتحار الا الايمان.
بعد اربع سنوات انتقلت وحلت المشكلة وجمع الشمل ،فرح كثيرا بذلك واحتفل ،كانت معه ولا زالت لكن جسدا بلا روح ،يراها كل يوم لكن لا تستطيع الابتسام وان نظرت اليه تنظر الى ماض اليم ومستقبل غير امن،لم تعد تشعر الامان فقدت الثقة فيه وكما قالت: قتلني وليته قتلني،ادرك خطأه بعد فوات الاوان،وكان يحاول استرضاءها لكن العلاج النفسي لم ينفع ،ولم يستطع أن يفارقها لأنه وللأسف كان يحبها،ومن الحب ما يدمر صاحبه.
سلمت يمناك
ردحذفجميل
ردحذفذكرتني بأيام معدودة مرت مرور الكرام، سلمت يداك استاذي الفاضل
ردحذفسرد رائع
ردحذف