.ContactForm{display: none!important;}

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

"صِدام الميكروفونات: تدهور الصحافة في المغرب وتحولها إلى ساحة للمتسلقين والمزايدين"




اليوم هو اليوم الوطني للإعلام والذي يصادف السادس عشر من نونبر من كل سنة، وهي فرصة أن أدلي بدلوي في موضوع " السلطة الرابعة" او كما يحلو للبعض تسميتها بــ"صاحبة الجلالة" لهذا قررت ان أوجه سهام اللوم للمتطفلين على المهنة، وجعلها "مهنة من لا مهنة له"،  وخير مثال هو اللقاءات الصحفية التي تجرى على هامش وقائع وأحداث في المغرب،  نلاحظ انها تشهد مشاهد من الفوضى والهرج والمرج، هذه اللقطات تكشف عن العلة التي تنخر في جسم الصحافة، وتؤكد بشكل واضح أنها لم تعد مهنة ذات قيمة في هذا البلد "غير السعيد"،  فقد اختلط الحابل بالنابل، وتجاور الغث  والسمين، حتى أصبح من يملك كاميرا صغيرة ومدونة على الإنترنت وهاتف "غير ذكي" يدعي أنه "الصحفي المغوار الذي لا يشق له غبار".


إن الدولة تركت الأمور تسير بدون قيود، وفتحت الباب على مصراعيه لهذا العبث، ونتيجة لذلك، تزايد عدد المتطفلين والغرباء والانتهازيين وأشباه الأميين الذين يتسابقون للاستحواذ على مجال الصحافة.


عندما ننظر إلى الصحافة في الوقت الحاضر، نجد أنها لم تعد المهنة النبيلة التي كانت عليه في الماضي، إن الإعلام الذي يفترض أن يكون حاملاً لرسالة نبيلة، تهدف إلى تنمية الوعي والتثقيف وبناء الحضارة، قد تحول إلى واحة للمتسلقين والمزايدين، يكفي أن نلقي نظرة على بعض البرامج التلفزيونية والمواقع الإلكترونية، لنجد أنفسنا أمام وجوه مرموقة، تدعي أنها وجوه إعلامية، بالرغم من أنها قد لا تمتلك الكفاءة أو المؤهلات اللازمة لذلك.


إن ما يحدث الآن هو حقًا كارثة إعلامية، حيث أصبح الإعلام مجرد ساحة للمنافسة والتلاعب، هؤلاء الأشخاص الذين يدعون أنهم إعلاميون، يستخدمون أساليب مشينة لتحقيق أهدافهم الشخصية. فهم يثيرون الفتن ويبثون الشائعات، ويستغلون كل الوسائل الممكنة لجذب الانتباه، بغض النظر عن الآثار السلبية التي يتركونها على المجتمع.


بالإضافة إلى ذلك، يوجد العديد من المقالات التي تتجاوز حدود اللاأدب والفجور، وتتجاوز حتى حدود القوانين المعمول بها، ومن المؤسف أن هؤلاء الأشخاص الذين يديرون هذه المواقع، هم نفسهم الذين يحاولون السيطرة على مهنة الإعلام بدون وجود أي ضوابط أو مسائلة قانونية.


يجب أن ندرك أن السبب وراء هذا الانحدار في جودة الصحافة هو تأثير المال والتجارة عليها، فقد تعرضت الصحافة للاختراق من قبل رجال الأعمال الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية، وهذا التأثير المالي قد أدى إلى تغيير أهداف الإعلام وتوجهها نحو الربحية بدلاً من تقديم المعلومات الصحيحة والموضوعية.


إن الإعلاميين الذين يحملون شغفًا حقيقيًا بمهنتهم يجب أن يواجهوا هذا الخطر الذي يهدد مهنتهم المقدسة، يجب أن يتحدوا للحفاظ على قيم الصحافة الحقيقية والمبادئ الأخلاقية، وأن يقفوا في وجه الممارسات التلاعب والتضليل،  يجب أن يسعوا لاستعادة الثقة في المهنة وتعزيز الشفافية والمصداقية في تغطية الأخبار.


بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على المستهلكين للأخبار أن يكونوا أكثر وعيًا وحذرًا في تقييم المصادر الإعلامية، يجب أن يطلبوا المعلومات من مصادر موثوقة ومواقع إخبارية ذات سمعة جيدة، يجب أن يتحققوا من صحة الأخبار ويقوموا بمقارنة المعلومات من مصادر مختلفة قبل اتخاذ قراراتهم أو نشر الأخبار.


في النهاية، يجب أن ندرك أهمية الصحافة الحرة والمستقلة في المجتمع. إن الصحافة الحقيقية تلعب دورًا حيويًا في رصد الأخبار وتقديم المعلومات الهامة للجمهور. يجب أن ندعم ونعزز الصحافة المستقلة ونقاوم أي محاولات للتلاعب بها أو تقويض دورها الرئيسي في توعية الناس وصون الديمقراطية.


قد يكون من الرائع أن تكون هناك أصوات متعددة في البلد، وقد يكون من المهم أن يكون هناك حرية تعبير وإعلام واسعة. ومع ذلك، يجب تنظيم هذا القطاع وفقًا لشروط علمية ومهنية واضحة. يجب أن يتم إنشاء آليات لضمان جودة المهنة والحفاظ على معايير احترافية عالية. على الحكومة أن تضع قوانين وضوابط تحمي الصحافة من الانحراف والتلاعب وتعزز وجود الصحافة الحقيقية التي تسعى لتقديم المعلومات الدقيقة والموضوعية للجمهور.


ذ. الشهبي أحمد

مدون وكاتب رأي 

تعليقات

التنقل السريع