لماذا يحتج الأستاذ ضد هذا النظام الجديد الذي أصدرته وزارة التربية الوطنية؟
يحاول السيد الوزير وكل حاشيته و كذا الإعلام المخزني الذي يتخدق في صفه و أقلامه المأجورة والأصوات النشاز التي تكتلت لتحارب الأستاذ ولترسم لكم صورة عنه كونه عدوكم وعدو أبنائكم بل وعدو هذا الوطن فمن يكون يا ترى هذا الأستاذ الذي تبذل كل الجهود للتقزيم من دوره وتلطيخ سمعته وتصرف الملايير في كل شيء إلا في سبيل الرفع من مستواه المهني والإجتماعي؟
لعل أغلب الأسر المغربية فيها أستاذ أو أستاذان أو أكثر وحتى التي لا تضم بين جنباتها هذه المهنة الشريفة ففي الحي وضمن المعارف أستاذة او أكثر.
لذلك فنحن أبنائكم وعشيرتكم وأصدقاؤكم وذويكم وأقاربكم ولسنا كائنات فضائية أتت من كوكب اخر كي تغزو كوكب الأرض وتشعل النار في كل جنباته.
فنحن أبنائكم وعشيرتكم وأصدقاؤكم وذويكم وأقاربكم ولسنا كائنات فضائية أتت من كوكب اخر كي تغزو كوكب الأرض وتشعل النار في كل جنباته.******
أقول لا تكاد أسرة أو حي لا تتوفر على واحد منا لسبب بسيط لأن التعليم ظل ولا يزال الملاذ الوحيد للطبقة الفقيرة التي ننحذر منها وبالتالي فنحن جزء منكم ولا يمكن إلا نحتج ونثور إلا في سبيل مصلحتكم فلا تسمعوا لهذه الأصوات المغرضة و لا تعيروا اهتماما للوزير وقد جربتم وعود الوزراء في مجالات كثيرة فاين وعودهم بتوفير المستشفيات وأين وعودهم بمحاربة البطالة؟ وأين ما وعدوكم به من النهوض بحال الأيتام والأرامل وغيرهم من الفئات الهشة المفقرة.
من يكذب عليكم في قوتكم اليومي ويحتكر خبزكم
ويزايد في المواد الأساسية كي تبقوا ونبقىى أحياء قادر أن يكذب ألف مرة على المعلم والأستاذ كي يحول احتجاجاتكم المشروعة ضد غلاء الأسعار ولهيب المنتوجات الغدائية في اتجاه المدرسة العمومية التي تحمي أبناءكم وأبناءنا و يدافع أساتذتها وأستاذاتها عن مصالحكم فلا تكونوا معاول هدم ضدهم ولا تكونوا مجاريف افساد لمطالبهم المشروعة .
يحاول السيد الوزير ومن خلاله حكومته المشؤومة أن يغطوا عن فشلهم الذريع في ميادين شتى و التنصل من وعودهم الاجتماعية وهم يعرفون أن اخمادهم لنضالات نساء ورجال التعليم هو بالضرورة تكميم لكل الأصوات الثائرة ضد الاقصاء والتهميش والحكرة
فلتسألوا السيد الوزير عن الميزانيات الضخمة التي تم تبديدها في العشرات من المشاريع الفاشلة لاصلاح التعليم بدءا ببيداغوجيا الكفايات ومرورا بالمخطط الإستعجالي وغيرهما ممن أثبثت المجالس المختصة تورط العديد من المسؤولين في نهب ميزانياتها التي لم يصل منها إلا الفتات إلى أبواب المدارس التي يدرس بها فلذات أكبادكم.
بل واسألوا السيد الوزير عن سبورات الاقسام والأقلام والمعينات التربوية واوراق نسخ فروض أبنائكم التي يلجأ الأستاذ في الكثير من الأحيان لاصلاحها واقتنائها من رزق أبنائه لأنه يرى نفسه جزءا لا يتجزأ من هذه الطبقة المنكوبة التي ينتمي إليها ويفتخر بتدريس بناتها وأبنائها.
ونقطة أخرى في غاية الأهمية تساءلوا مع أعضاء مكاتب جمعيات الآباء التي تنخرطون فيها وتساءلوا معهم عن دور هذه الجمعيات والذي من المفترض أن يتعدى اصلاح الصنابير و العناية بالمرافق الصحية وصباغة الجدران إلى تكثيف أنشطة ترفيهية للتفتح ولكن قدركم وقدرهم مع هؤلاء المسؤولين أن تتحول انخراطاتكم لمهمات من المفروض ان يتحملها الوزير الذي يتبجح اليوم بالدفاع عن أبنائكم وبناتكم و يتصدر المشهد الاعلامي في القنوات الرسمية التي تؤدون تكلفتها من الضرائب التي تقع على عاتقكم ليزور لكم الحقائق و يشوه صورة الأستاذ الذي تعرفونه أكثر مما تعرفونه هو وأمثاله فلا تنطلي عليكم حيله ولا تصدقوا أقواله حول أوضاعنا التي يدعي ظلما وزورا أنها تحسنت وستتحسن في ظل هذا النظام المجحف الذي بسارع الزمن لإقراره وتثبيته.
أيها الآباء ، أيتها الأمهات
أنتم وأنتن أدرى بظروف الإكتظاظ التي نشتغل فيها ويدرس فيها أبناؤكم.
أنتم أدرى بظروف انعدام الأمن في الكثير من المؤسسات خاصة في الحصص المسائية ووقت دخول وخروج أبنائكم وكم تعرضت الكثير من الفتيات للتحرش والاغتصاب والسرقة والاختفاء فتعالت صيحاتكم ليسمعها هذا الوزير وأمثاله ولكن آذانهم صكت وأصابها الصمم عن التفاعل مع نداءاتكم ونداءاتنا المتكررة.
فهل تصدقون اليوم الخطابات الجوفاء و الطلاميس التي لم تعد تنطلي عليكم؟
إننا إذ نحتج اليوم ليس ضدا على مصالح أبنائكم وأنتم تعرفون مدى الفرح والغبطة الذي يعمنا حين نلتقي بكم ونسألكم عن أبنائكم وتخبروننا أنهم يتابعون دراستهم في مؤسسات كبرى أو تم توظيفهم في مراكز محترمة فلا نقبل مزايدات مسؤول هجين عنا وعنكم حول محبتنا لأبنائكم و خشيتنا عليهم واهتمامنا بمصائرهم.
إننا اليوم إذ نخوض محطات نضالية قد يتم فيها توقفنا عن العمل أو عدم التحاقنا به ليس ضدا على مصلحة أبنائكم وإنما اضطرار لأن الوزارة تأبى إلا أن تنزل علينا نظاما مجحفا يحط من قدرنا وكرامتنا و يوسع الهوة بين المدرسة العمومية وغيرها لتضطركم لتحويل أبنائكم نحو التعليم الخصوصي التي يفتح أفواهه شرهة لامتصاص دمائكم.
إننا إذ نحتج اليوم نحتج لكي نضمن لأبنائكم فرصا في التوظيف مستقبلا وأنتم تعرفون أن قطاع التعليم كما أسلفت هو ملاذ الفقراء أمثالنا وأمثالكم، فلا تقفوا حجرة عثرة أمامنا وأمامهم.
رجاء لا تحصروا تفكيركم عند خيوط أحذيتكم وفكروا بعيدا فالمعركة يراد لها أن تتحول بين الفقراء بعضهم البعض أي بيننا وبينكم ليستفيد الأغنياء والمسؤولين ومن يدور في فلكهم.
صحيح أن بيننا من نساء ورجال التعليم من يسيء بقصد أو بدون قصد لهذه المهنة فينخرط ويبالغ في امتصاص الجيوب فلا تحكموا علينا من خلالهم ، ولو ان الدولة وفرت بعضا من مطالبنا وسنت قوانين زجرية لمحاربة مثل هذه الظواهر لكفتنا وكفتكم شر هذه الثلة القليلة التي توجد في كل القطاعات وليس التعليم وحده.
أنا اليوم اخاطبكم بكل صراحة وصدق
حديث من القلب ليصل إلى قلوبكم الواعية ، لأقول لكم أننا نراهن في معركتنا هذه على تفهمكم وعلى تعاطفكم مع قضايانا المطلبية العادلة.
نراهن على ذكائكم وعلى معرفتكم بنا نتيجة احتكاكم اليومي بظروف اشتغالنا فلتنخرطوا معنا في مسلسل التغيير الذي سيحقق الافضل لكم ولنا وللمدرسة العمومية التي ظل صاحب الجلالة ملكنا
المحبوب يوصي بها خيرا وبحث كل مسؤول تولى أمرها أن يحسن التصرف في شأنها.
محمد مكي
أستاذ التعليم الابتدائي

تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.